«الأرض بين القرآن والعلم» للدكتور عبدالجليل هويدي .. 23 فصلاً من الآيات والمعجزات
كتب – دكتور حمادة العوني:
أصدرت دار أكوان للنشر والتوزيع كتاباً بعنوان (الأرض بين القرآن والعلم)، للأستاذ الدكتور عبد الجليل عبد الحميد على هويدي أستاذ ورئيس قسم الجيولوجيا السابق، بكلية العلوم، جامعة الأزهر، (عضو اللجنة الفنية العليا لوزارة البيئة لشئون المحميات الطبيعية، وعضو اللجنة الوطنية للجيولوجيا التابعة لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا).
تميَّز هذا الكتاب ببساطة ألفاظه وسهولة عباراته وتنوع فصوله كما اتّسم بسلاسة السّرد وجمال اللغة، واستطاع من خلاله أن يصل بأعمق الأفكار وأكثرها تعقيدًا إلى تبسيط سهل ميسور.
سرد المؤلف في ثنايا كتابه أن الأرض كوكب تابع لنجم الشمس ويدور حوله فى المدار الثالث بعيدا عنه بعد عطارد والزهرة، كما يدور حوله قمر واحد. وأكد أن الأرض معجزة كبرى في كل صفاتها، فهي معجزة في حجمها وموضعها من الشمس.
وتتجسد المعجزة في حجم الأرض، في أنه لو كان أكبر حجما لزادت الجاذبية على سطحه ولأصبح الهواء شديد الكثافة ولا يصلح للتنفس كما كانت الحركة والانتقال عليه ستكون صعبة لشدة جذب الأجسام إليه، بينما لو كان أصغر حجما لقلت الجاذبية على سطحه، بحيث يتبخر غلافه الهوائي والمائي وسيصبح كوكباً قاحلاً جافاً يخلو من أي أثر للحياة.
بينما يمثل موضعه من الشمس معجزة أخرى، فلو كان أقرب للشمس كعطارد والزهرة لأصبحت درجة الحرارة على سطحه مئات الدرجات المئوية ولاستحالت الحياة عليه، بينما لو كان أبعد عن الشمس كالمريخ أو المشترى لأصبحت درجة الحرارة عليه تحت الصفر ولتجمدت المياه على سطحه ولاستحال وجود الحياة عليه أيضاً.
وبناء على ما تقدم، يقدم المؤلف للقراء عرضاً تحليلياً مفصلاً عن موضوع (الأرض بين القرآن والعلم)، حيث يحتوى الكتاب على ثلاثة وعشرين فصلاً، يحمل في طيَّاتهِ بعض الموضوعات المهمة المرتبطة بالأرض بين القرآن والعلم.
تناول الفصلُ الأول سرداَ مفصلاً لِآيات القرآن الكريم التي ورد فيها لفظ الأرض ومشتقاتهِ حسب ترتيبها في القرآن الكريم، ثم تتوالى فصول الكتاب لتعرض الموضوعات التي وردت في تلك الآيات، ومنها فصل لموقع الأرض في الكون، وفصل لخلق الأرض، وفصل للمقارنة بين الشمس والأرض والقمر وفصل لوصف الشمس، وآيات إعجازها وفصل للمقارنة بين الأرض وباقي كواكب المجموعة الشمسية، وفصل لوصف القمر ومنازله، وفصل لخلق الأرض وأوجه الإعجاز فيه، وفصل لطريقة عمل الأرض، وفصل عن الزلازل والبراكين، وفصل عن الجبال، وفصل عن المياه الجوفية، وأيضاً فصل عن أوجه الفساد في الأرض وغيرها من الموضوعات التي وردت في آيات الأرض في القرآن الكريم.
وفي هذا السياق يؤكد المؤلف، أن الكتاب يدعم ويعزز قيمة التفكر في الكون؛ تنفيذاً لأمر الله سبحانه وتعالى: “قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق” و “قل انظروا ماذا في السماوات والأرض…” وغيرهما من الآيات التي استعرضها المؤلف في جانب (الأرض في القرآن الكريم)، ليصبح إيماننا بالآيات القرآنية مبنياً على فهم علمي دقيق مساير للتطور العلمي الكبير الذى يتغير بسرعة البرق ويزيد معه إيماننا يقيناً واقتناعنا بقدرة الخالق الإعجازية تسليما وإيمانا.
جدير بالذكر أن أ.د عبد الجليل عبد الحميد على هويدى حصل على درجة الدكتوراه فى علم الحفريات والطبقات من قسم الجيولوجيا جامعة الأزهر عام 1983م، وقام بنشر مايقرب من 120 بحثاً علمياً فى مجال تخصصه فى مجلات علمية متخصصة محلية ودولية كما أصدر خمسة كتب فى الجيولوجيا نال عن أحدها جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمى عام 2006م.
كما نشر عام 2 020م معجم مصطلحات الجيولوجيا والجيولوجيا البيئية المصور، أشرف مايزيد على خمسين رسالة للماجستير والدكتوراه فى مجال تخصصه.
شارك بتأليف فصل فى كتاب مكون من 26 فصلاً عن جيولوجية مصر أصدرته مؤسسة اسبرنجر العالمية للنشر فى مايو 2023 وحالياً عضو اللجنة الفنية العليا لوزارة البيئة لشئون المحميات الطبيعية، وعضو اللجنة الوطنية للجيولوجيا التابعة لأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، ومحكم للعديد من المجلات العالمية المتخصصة.